أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضيَ الله عنها .
هي : جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية ، وكان اسمها برة ، وكانت من أجمل النساء ، وكان أبوها سيدا مطاعا ... )) .
سبيت يوم المريسيع في غزوة بني المصطلق ووقعت في سهم ثابت بن قيس شماس ، فكاتبها على تسع أواق ، فأدى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابتها )) [1].
عن عائشة رضيَ الله عنها قالت : لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له ، وكاتبته على نفسها ، وكانت امرأة حلوة ملاحة ، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها ، قالت : فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها ، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت ، فدخلت عليه ، فقالت : يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه ، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك ، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسي ، فجئتك أستعينك على كتابتي ! قال صلى الله عليه وسلم : فهل لك في خير من ذلك ؟ قالت : وما هو يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : أقضي كتابك وأتزوجك )) قالت : نعم يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم :قد فعلت ... )) [2] .
وكانت جويرة قبل ذلك تحت مالك بن صفوان ، وقيل مسافع بن صفوان ، فقتل يوم المريسيع [3] .
وهكذا أصبحت جويرية بنت الحارث زوجة لسيد المرسلين ، وأما للمؤمنين ، فكانت رضيَ الله عنها عالمة بما تسمع ، وعاملة بما تعلم ، فقيهة عابدة ، تقية ، ورعة ، نقية الفؤاد ، مضيئة العقل ، مشرقة الروح ، تحب الله ورسوله ، وتحب الخير للمسلمين )) [4] .
من أشهر مناقبها بركتها العظيمة على قومها وفضلها الكبير عليهم ، وذلك لما أدى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابتها وتزوجها ، قالت عائشة : فبلغ الناس أنه قد تزوجها ، فقالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسلوا من كان في أيديهم من بني المصطلق ، فلقد أعتق بها مائة أهل بيت من بني المصطلق ، فما أعلم امرأة أعظم بركة منها على قومها )) [5] .
توفيت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضيَ الله عنها سنة خمسين ، وقيل غير ذلك [6].