أم المؤمنين زينب بنت جحش رضيَ الله عنها .
هي : زينب بنت جحش ، بنت رئاب ، بن يعمر ، بن صبرة ، بن مرة ، أمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم )) [1] .
قال الذهبي رحمه الله : وهي أخت حمنة ، وأبي أحمد ، من المهاجرات الأول ، وكانت من سادة النساء دينا وورعا ، وجودا ومعروفا رضيَ الله عنها ، وحديثها في الكتب الستة )) ، [2] كانت أواهة كثيرة الخير )) [3] .
كانت زينب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [4] ولم تتفق أمورهما ولم تستقر حياتهما الزوجية ، وانتهت بعد خلافات وسوء تفاهم بينها إلى الفرقة .
تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة سنة خمس من الهجرة ، وهي يومئذ بنت خمس وثلاثين سنة )) [5] ، وذلك بعد انقضاء عدتها ، ونزول قول الله تعالى : { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً } [6] .
وكان زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها بأمر من الله تعالى ، بلا ولي ولا شاهد ، فكانت تفخر بذلك على أمهات المؤمنين ، وتقول : زوجكن أهاليكن ، وزوجني الله من فوق عرشه )) [7] .
عن أنس قال :ما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء من نسائه ما أولم على زينب ، أولم بشاة )) [8].
فضائلها كثيرة ومنها ما سبق من تزويج الله لها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد سبق ذكر ذلك .
وكانت امرأة صناع اليدين ، كانت تعمل وتتصدق في سبيل الله عز وجل )) [9] .
وفيها نزلت آية الحجاب ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ، ثم جلسوا يتحدثون ، و إذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا ، فلما رأى ذلك قام ، فلما قام قام من قام ، وقعد ثلاثة نفر ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل فإذا القوم جلوس ، ثم إنهم قاموا ، فانطلقت فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم انطلقوا ، فجاء حتى دخل ، فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ } [10] ) [11] .
توفيت أم المؤمنين زينب بنت جحش رضيَ الله عنها في سنة عشرين ، وصلى عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه .[12]